أيّتها الأمهاتُ الحبيباتُ والآباءُ الأعزاءُ بقلم : علا حايك ناصر -كفرسميع

أيّتها الأمهاتُ الحبيباتُ والآباءُ الأعزاءُ

 بقلم : علا حايك ناصر - كفرسميع

         سلامٌ لكم وتحيّةُ تقديرٍ واحترامٍ لكم في هذا اليومِ البهيجِ إذ أسعدُ بلقائِكم ورؤيتِكم ..! يا أنبلَ الناسِ عندي وأعظمَ البشرِ ..! وكم كسبتُ شرفًا عظيمًا وقدرًا رفيعًا إذ سخّرني اللهُُ في هذا البلدة(معليا) وغيرها لأخدمَكم  ..! وما أسعدَني أن أخدمَ أنبلَ الأمهاتِ وأفضلَ الرجالِ بينَ الناسِ .. أحبُّكم وأحني هامَتي إجلالًا وتقديرًا لكم ..إذ  أرى أبي وأمي في كلِ واحدٍ وواحدةٍ منكم ..! أنتم الذينَ بذلتُم أعمارَكم ، وقضيتُم أجملَ أيّامِ حياتِكمْ في التضحياتِ الجسامِ مِنْ أجلِ عائلاتِكم ، وقاسيتُم الآلامَ،  وحملتُم أثقلَ الهمومِ وأصعبَ المتاعبِ في سبيل تربيةِ أبنائِكم وبناتِكم .. وقدْ بذلتُم لأجلِهم أرواحَكم .. وقدّمتم لهم قلوبَكم على طبقٍ من أجلِ سعادتِهم ونجاحِهم !

كنتم الشمعةَ التي تحترقُ وتذوبُ لتضيءَ لغيرِها ..! وكنتمْ النهرَ الدفّاقَ الذي يسقي الناسَ على ضفّتيهِ حتى يجفَّ وينصبَ .. انتم المعلّمونَ الذين علّموا الأجيالَ وربّوهم على القيمِ العاليةِ والأخلاقِ الساميةِ ..! كم سهرتُم مِنْ أجلِ سعادتِنا ! 

وكم تعبتُم من أجلِ راحتِنا .. لقد باركَكُمُ الله ُ ومدَّ من أعمارِكم لترَوا حصادَ زرعِكم من بنيكم وبناتِكم،  وأحفادِكم وحفيداتِكم ..!

 ولتكونوا في هذا البيتِ مدرسةً نتعلمُ فيها دروسَ الصبرِ والعطاءِ والكرمِ والوفاءِ والقيمِ الرفيعةِ ..! لا .. لا يستطيعُ أحدٌ في الدنيا  أن يكافئَكم ، أو أن يردَّ لكم فضلَكم علينا ، ولو كتبتُ عنكم خطابًا بكلماتٍ من وردٍ..! وتعابيرَ من أزهارٍ  ..! بل يحقُّ لكم أن نضعَكم تيجانَ ذهبٍ فوقَ رؤوسِنا..  وقلائدَ ماسٍ في أعناقِنا .. أنتم رمزُ المحبّةِ والأصالةِ والمروءةِ ..! وأنتم من قُلُتم عن أنفسكم بلسانِ الشاعرِ :

.. تقضي المروءةُ أن نمدَّ جسومَنا    جسرًا ،  فقُلْ لرفاقِنا أن يعبُروا..!

.. حماكم اللهُ ورعاكمْ ، وجزاكمْ كلَّ خيرٍ على عطاياكم،  وأسعدني بخدمتكمْ صباحَ مساءَ ..

  باحترام وتقدير

ابنتكم علا حايك ناصر

كفرسميع

كاتبة المقال تعمل في مجال خدمات المسنين والمسنات وذوي الاحتياجات الخاصة, وتدرس التمريض في كلية صفد, ومستعدة أن تقدم الخدمة والمساعدة والتوجيه لمن يقصدها