29
مايو
د.اياس ناصر يرثى ابنة عمه المرحومة المربية عبير ناصر
رحمات الله عليكِ يا ابنة عمّتي العزيزة عبير،
سنذكركِ ما حيينا، زهرةً نديّة لا تذوي نضارتها، ولا يخبو عبيرُها، ساكنةً في أعمق أعماق القلب
قلبي عليكِ من الأحزانِ ينفطرُ
أين العبيرُ... وأين الشّمسُ والقمرُ..
وأين مَن سَكَبَتْ للشّمسِ بسمتَها
وأين مَن شعَّ من أخلاقِها السَّحَرُ
أمٌّ تنوحُ... وأختٌ حين أسألُها
يجيبُني الدّمعُ ما أقساكَ يا قدرُ!
الموتُ حَرَّقَنا يا بنتَ عمّتِنا
هل غبتِ حقًّا.. فلا صوتٌ ولا خبرُ؟!
كنّا صغارًا... وكان الحيُّ يَجْمعُنا
واليومَ يبكي عليكِ الحيُّ والحجرُ!
عبيرُ رُدّي فما اعتدناكِ صامتةً
فأنتِ درّتُنا والزّنبقُ العَطِرُ
قد ضمّكَ النّعشُ لمّا ضمَّ زنبقةً
وغابَ في الموتِ ذاك النّرجسُ النَّضِرُ
كريمةٌ دُرَّةٌ معطاءُ فاضلةٌ
في كفِّها البِرُّ حين البِرُّ يُدَّكَرُ
نامي عبيرُ بحفظِ اللهِ ساكنةً
في جنّةِ الخلدِ حيثُ الدُّرُّ يُدَّخَرُ
إنْ ضمّكِ الموتُ قد ضمّتْكِ أضلُعُنا
فلا غيابٌ... وأنتِ النّورُ والنّظرُ..
إياس ناصر