17
أبريل
تخبط القيادات السياسية لعرب الداخل(٣)-بقلم جريس الياس جريس فسوطة
ما أن صدرت نتائج الانتخابات العامة الاخيرة والرابعة خلال اقل من عامين والتي لم تسفر عن اي تغيير يذكر في التوازن بين المعسكرين الرئيسيين حتى عادت قيادات القائمة المشتركة الى العنتريات الفارغة والاستعراضات والخطابات الرنانة الطنانة دون ان يتعلموا ولو حرفا واحدا من دروس هذه الجولات الاربع، ولا حتى من دروس٧٢ عاما من الصراع مع العنصرية الصهيونية، ولا من دروس انشقاق المشتركة الى قائمتين، ولا من الصفعة المدوّية التي وجهها لهم الجمهور في هبوط تمثيل القائمتين من ١٥ مقعدا الى عشرة مقاعد، ستة للمشتركة واربعة للموحدة.
ونخص في الحديث هنا القائمة المشتركة فهي الاكبر وتضم ثلاث قوى رئيسية تتبارى في العاب البهلوانية السياسية والمزايدات الممجوجة، بدلا من استخدام اوراقها الثمينة كقوة ترجيح في ضوء التوازن الحساس بين الكتلتين الرئيسيتين لتحقيق، او على الاقل ، محاولة تحقيق او "اقتناص"ما امكن من مطالب وحقوق الاقلية العربية والمعروفة لهم قبل غيرهم كألغاء قانون القومية العنصري ، وقانون هدم ما يسمى بالمباني غير المرخصة، ومحاربة الجريمة المستشرية بتشجيع وتواطؤ حكومي وغيرها ...وذلك بوضع شروطها الواضحة والواقعية لتسمية المرشح المكلّف بتشكيل الحكومة.
بدلا من ذلك هبّ على الفور ممثل التجمع الوحيد سامي ابو شحادة فاحتل المشهد الاول في مسرحية العجائب إذ اكتشف فجأة ان ليس في اسرائيل من يؤيد شعار دولة المساواة والمواطنة!!! وعليه فانه لن يسمي اي مرشح فوضع نفسه بهذا في مكانه المعتاد على الرف. وتلاه ممثلة الجبهة عايدة توما،ثم ممثل العربية للتغييراحمد طيبي فاعلنا ان حزبيهما لم يوصيا بتكليف نتانياهو فوضعا حزبيهما مجانا ودون شرط في جيب المرشح الاخر الاكثر تطرفا. واعقبهما رئيس القائمة المشتركة ايمن عوده الذي اكد الموقف ذاته. وجاء الموقف الاكثر عنترية من جانب سكرتير الجبهة ،منصور دهامشة، بان الجبهة لن تؤيد الا حكومة تعمل على انهاء الاحتلال متناسيا ان هذا الهدف السامي عجز عنه حتى الان المجتمع الولي باسره، ولا احد يعلق الامال او يحمل مسؤولية تحقيقه على كاهل للمشتركة. ثم بلغت المهزلة اوجها بالمشهد "البطولي" المكرر والممجوج برفض اربعة من ممثلي المشتركة اداء القسم وكانهم لم يعرفوا مسبقا لأي برلمان ترشحوا!!!لكنهم لاسباب تتعلق بالرواتب عادوا الى اداء القسم صاغرين.
بالطبع لن تكتمل مشاهد المسرحية بعد، وسئمت متابعة مشاهدها السخيفة، لكنه من المتوقع ان تصل التطورات الى جولة انتخابية خامسة لا يستبعد ان تختفي فيها القائمة المشتركة عن الخارطة اذا بقيت على هذا المستوى من الفكر والاداء.